إجابات الأسئلة ........ما معنى التنصير ؟
إن كلمة "تبشير" هي المصطلح الفنّي لتلك الحركة التي يقوم بها علماء النصارى ورهبانهم
لنشر تعاليم الإنجيل بين المسلمين أو بين أصحاب الديانات الأخرى،
اسمها الحقيقي، وهو: التنصير.فاستخدام كلمة: "تنصير" بدلًا من كلمة: "تبشير"، أفضل
لأن هذه الكلمة أكثر دلالة على المطلوب من كلمة "التبشير" التي حاول بعض الكُتّاب أن يستعملوها للتعبير بها
عن هذا الجهد التاريخي الذي بذَله ويبذله علماء الدِّين المسيحي من النصارى
في نشر وبث تعاليم الإنجيل بين المسلمين وغيرهم...
وتحدث عن وسيلتين من وسائل المنصرين فى نشر مبادئهم ؟
اتّخذت من المؤسسات التربوية التعليمية وسيلة أيضًا لمباشرة النشاط التبشيري؛
فأسست لها مؤسسات ودوراً تربوية، ابتداءً من دور الحضانة، ثم المدارس الابتدائية،
والإعدادية، والثانوية، والجامعات. ولا يكاد يخلو بلد عربي من هذه المؤسسات التربوية التعليمية
التبشيرية. لو تقصّينا العالم العربي من شرْقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، نستطيع أن نجزم:
أنه لا توجد دولة عربية؛ وبالتالي لا توجد دولة إسلامية تخلو من مثل هذه المدارس، إمّا تحت
مسمَّى مدارس اللغات، أو مدارس (الفرير)، أو الفرنسيسكان، أو كلية اللاهوت أو... أو... إلخ.
فإذا كانت المنطقة فقيرة ومستواها الاجتماعي متدنٍ، نجدهم يلجؤون إلى العمل الاجتماعي
عن طريق فتح ملاجئ للأيتام، فتح دور لكبار السِّن، فتح مستوصفات للعمل الطبي، فتح مستشفيات
ومؤسسات تعليمية. وهي تحمل معها هذه الأسماء البراقة: مستشفى طبي، مؤسسة علاجية، دُور لليتامى،
دُور لكبار السن؛
أمّا إذا كان المستوى الاجتماعي يتمتّع أصحابه بقدر من الثقافة وقدر من العلم، فإننا نجد أن الوسائل تختلف.
فربما استخدموا الوسائل الإعلامية، كالمذياع والتلفاز، وأحيانًا الرواية والقصة، وأحيانًا المسرح.
وما هو دور العمالة النصرانية المهاجرة فى بلاد الخليج ؟
من المعلوم أنّ منطقة الخليج العربي أصبحت في العقود الأخيرة من أهمّ مناطق العالم المعاصر بالنسبة
لجذب العِمالة من الخارج، نظرًا لظروفها الاقتصادية والاجتماعية التي تغيّرت تغيرًا جذريًّا في النصف
الأخير من القرن العشرين، وأصبحت محلّ أنظار العالم كلّه شرْقِه وغربه، ويحاول الجميع أن يسعى إلى
هذه المنطقة، إمّا طلبًا للرزق، وإمّا تحقيقًا لأهداف معيّنة هو يطلبها.
ولقد عُقد في بيروت في سنة 1979م مؤتمرٌ نظّمتْه إحدى الهيئات التبشيرية، وكان من أهمّ ما عُرض
في هذا المؤتمر، أو من أهم القضايا التي عُقد من أجْلها هو: عرْض أوضاع منطقة الخليج عرضًا كاملًا،
وأن تبحث أوضاع هذه المنطقة بحثًا اجتماعيًّا وثقافيًّا وحضاريًّا، ودوْر العمالة المهاجرة إليها،
وهل يمكن أن تنهض بالعبء الذي تُوظّف من أجْله أم لا؟ ولاحظتْ هذه الهيئة أنّ ثمانين في المائة
من سكان هذه المنطقة هم في الأساس كانوا من العمالة المهاجرة. لا تنسَوْا أنّ هذا المؤتمر عُقد
سنة 1979م، يعني: منذ ما يقرب من ربع قرْن، لاحظت الجماعات التي تقدّمت ببحوث إلى هذا المؤتمر:
أن نسبة عدد السكان الأصليِّين -وهم العرب- إلى نسبة المهاجرين إليها تساوي: واحد إلى خمسة،
وثمانون في المائة من سكان هذه المنطقة كانوا في الأساس من العمالة المهاجرة، وأنّ أوضاع هذه العمالة
تدعو للقلق، ولا بد من الاهتمام بها وبدوْرها الإيجابي في تغيير الشكل السكاني للمنطقة. وترتّب على
هذا الموقف، وعلى القرارات التي انبثقت عن هذا المؤتمر: أن أعَدَّت هذه الهيئة دراسة مستقلة عن الشكل
السكاني لمنطقة الخليج، وعن محاولة التعرف على نسبة العمالة المهاجرة إليها بشيء من الدِّقة،
وعن الديانات المختلفة لهذه العمالة. وقام بعض القسس بتنظيم زيارات متكرّرة لبعض دول الخليج،
والعمل على تأمين العمل لبعض القسس والمربِّين المسيحيِّين الذين يتكلّمون اللغة العربية لقيادة العِمالة
المسيحية المهاجرة إلى هذه المنطقة، وأن تعمل تحت ظل هذه الكنيسة.
ولقد أعدّت أمانة السِّر المنبثقة عن مؤتمر الكنائس العالمي وثائقَ عن هؤلاء المهاجرين،
ودرسوها بعناية فائقة، وبدؤوا يعملون على أساسها. وبناء على هذه الدراسة،
أعلن مؤتمر الكنائس سنة 1975م: أنه يجب على الكنائس أن تدافع عن حقوق هؤلاء العمّال
المهاجرين إلى دول الخليج، وأن تسعى لدى الحكومات القائمة لتحسين أوضاعهم.
ولقد أنشأ هذا المؤتمر لجنة خاصة لمتابعة أحوال هذه العمالة، ومتابعة تنفيذ القرارات التي صدرت
عن هذا المؤتمر بشأنها، ثم أجرى عملية استطلاع للرأي حول هذه الأمور الآتية:
ا- مدى استجابة الأسرة الدولية لنداء مؤتمر الكنائس العالمي المنعقد في إفريقيا وفي آسيا وفي الشرق
الأوسط بخصوص هذه العمالة المهاجرة، وبخصوص حقوقها التي نصّت عليها وثائق الأمم المتحدة
المتعلِّقة بحقوق الإنسان.
وما هى الصهيونية وما أهدفها ومتى نشأت ومن مؤ سسها ?كلمة "الصهيونية" هي: نسبة إلى جبل أو تلّ موجود في جنوب بيت المقدس يسمّى: جبل صهيون،
وتنسب إليه الحركة. وأحيانًا تطلق كلمة "صهيون" على القدس كلّها، ليس على الجبل الذي يقع في
جنوب بيت المقدس فقط، وإنما قد يطلق أحيانًا على القدس كلها. وأحيانًا يُطلق على الجزء الجنوبي
من بيت المقدس؛ ولذلك سميت هذه الحركة بالحركة الصهيونية نسبة إلى هذا الجبل. لماذا؟
لكثرة الأساطير التي حاكها أبناء صهيون حول هذا الجبل، وحول أكذوبة: أنّ الرب قد وعد إسرائيل
وأبناء إسرائيل؛ -بل أكثر من هذا-: قد وعَد نبيّ الله إبراهيم وذريّته من بعده: أن يهب لهم هذه الأرض
وما حولها. وهذه إحدى الأساطير الدينية التي أسّس بنو صهيون دولتهم عليها: أسطورة الوعد الإلهي
بالأرض المقدسة.
ومعنى الحركة الصهيونية ربما بأنها جمعية لم تؤسّس بشكل شرعي، وإنما مجموعة من المفكِّرين -كما تقول
"دائرة المعارف البريطانية"-.
تقول: "إن اليهود في طول التاريخ وعَرْضه يتطلّعون إلى افتداء إسرائيل، وإلى اجتماع الشعب
اليهودي في فلسطين، واستعادة الدولة اليهودية، وإعادة بناء الهيكل، وإقامة عرش داود في القدس
مرة ثانية، وأن يتولّى إمارتها أمير من نسل داود". "دائرة المعارف البريطانية".
وهي تشرح فكرة تأسيس الجمعية الصهيونية: أنّ اليهود يتطلّعون إلى افتداء إسرائيل، واجتماع الشعب
اليهودي من شتّى بقاع العالم في أرض فلسطين، ليستعينوا بما شاؤوا على إعادة الدولة اليهودية،
ويقوموا ببناء الهيكل وإقامة عرش داود في القدس، وأن يتأمّر أو يتولّى إمارتها أمير من نسْل داود.
يمكن أن نحدّد بداية طبيعية للصهيونية السياسية والقومية بالذات، ونحن نتكلم عن (تيودور هرتزل)
مؤسِّس الصهيونية المعاصرة. لكن الصهيونية التاريخية لم تكن وقفًا على (تيودور هرتزل)،
وإنما يأتي هذا الرجل ممثلًا حلقةً في سلسلة امتدّت تاريخيًّا إلى ما قبل ذلك بقرون وقرون.
نجد أن بعض المؤرِّخين ينبِّه: أن تاريخ الصهيونية يمكن تقسيمه إلى مراحل أربع،
خاصة أننا نجد هذا التقسيم عند أشهر المؤرِّخين اليهود وهو: (ليفي أبو عسل). يقول في تأريخه للحركة
الصهيونية: "نحن إذا أمعنّا النظر جيدًا، نرى: أن تاريخ الصهيونية يتناول أربعة أزمنة مختلفة:
الأوّل هو: زمن التوراة.
والثاني هو: الزمن السابق على (تيودور هرتزل).
والثالث: الزمن المعاصر لـ(تيودور هرتزل)، والذي ينتهي بنهاية الحرب العالمية الأولى.
أما الزمن الرابع: فربما يمتدّ ليشمل وعد (بلفور)، وربما يمتد إلى وقتنا الحاضر الآن".
هذا التقسيم ليس تقسيمًا دقيقًا، لكنه تقريبي على كل حال.
وكان أوّل من شيّد صرْح الصهيونية، ووطّد دعائمها، ونشر مبادئها.
وكيف نقاومها ؟ أن نصارح أنفسنا بعيوبنا أولًا، وبعِلَلنا وأمراضنا أولًا؛ لأن العالَم الإسلامي يحتاج إلى مَن يكاشفه بعِلَله وأمراضه، فإذا ما صحّ وصْف العِلل وصدَق تشخيص المرض، فهذا يَختصر لنا الطريق للبحث عن العلاج الناجح.
وأوّل العلل والأمراض التي نواجِهها هي: حالة التشرذم والتّفرّق والتحزّب التي يعيشها العالم الإسلامي. هذه الحالة من التشَرذم والتّفرّق والتّحزّب ينبغي أن نواجهها بما أمَرنا به دينُنا من الوحدة والاعتصام بأمر الله؛ فكل شيء في ديننا يدعو إلى الوحدة. ليس القصد من الوحدة: مواجهة الآخَر، وإنما القوة الذاتية: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} (آل عمران: 103). ففي الوحدة القوة، وفي الوحدة بداية عوامل النصر، وفي الوحدة مؤازرة ومناصرة لأصحاب الحقوق. وهذا ما أمَرنا به دينُنا. كلُّ شعائرنا الدينية تدعونا إلى الوحدة.
ففي صلاتنا نتّجه إلى قِبلة واحدة. في صيامنا نصوم شهرًا واحدًا، ونفطر في وقت واحد، ونمتنع عن الطعام والشراب في وقت واحد. في زكاتنا نتعامل بمعيار واحد. في كلّ شعائرنا رمْز من رموز الوحدة. فلماذا لا نتّحد كما أمَرنا دينُنا وكما أشارت إلينا شعائرنا وطقوسنا الدينيّة؟ الوحدة -أيها المسلمون-: اعتصام بأمر الله؛ وهذا هو بداية الطريق: الوحدة والعودة إلى الله.
النقطة الثانية: أنه لا بدّ مِن نقْل القضية الفلسطينية من حيِّزها الفلسطيني وحيِّزها العربيّ إلى وضْعها الطبيعي. فهي قضية إسلامية بالدرجة الأولى، ليست قضية إقليمية تخصّ شعبًا بمفرده -الشعب الفلسطيني-، وليست خاصّة بالأمة العربية وحْدها؛ وإنما هي قضية إسلامية؛ لأنها تخصّ أولى القبْلتين وثالث الحرميْن الشريفيْن. وهي مقرٌّ ومعبَد دينيٌّ: ((لا تُشدّ الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى))؛ ولذلك فإنّ زيارة المسجد الأقصى شعيرة دينيّة يؤمن بها كل مسلم في شرق العالَم وغرْبه.
النقطة ثالثة: ينبغي أن نعود إلى كتاب ربِّنا لنستقي منه أخلاقيات اليهود التي يعاملوننا بها الآن، والتي أكّدها الواقع، والتي أكّدتْها المواثيق التي تلوْتها عليكم في الوحدات السابقة. فإنّ مِن صفات اليهود ومِن خصائص اليهود، ومِن أخلاقيات اليهود: التطاول على الله، والتطاول على الأنبياء، وتحريف كلام الله ووحْيه، واحتقار الأمم الأخرى والعدوان عليها، ثم إثارة الفتن والقلاقل والحروب والإفساد في الأرض: {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّه} (المائدة: 64). ونحن كمسلمين نسالم مَن يُسالمنا، ونمدّ يد السلام لكلّ مَن مدّ يد السلام إلينا. والواقع الذي نعيشه الآن: أن العرب في حالة سلام مع الحركة الصهيونية، لكنّ الوثيقة التي تلوْتُها عليكم تؤكِّد غير ذلك.
هذه أمور ينبغي أن نضعها أمام أعيننا؛ لأنّ المواجهة تحتاج إلى سياسة النفَس الطويل وفِقه الواقع الذي نعيشه ومشكلاته. ولا أريد أن أفصِّل الكلام أكثر من ذلك...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.