قصة وداع
ودعتْ أمها ، وإخوتها 00
ودعتْ معلماتها ، وزميلاتها ..
ودعتْ قريتها 00 مسقط رأسها 00
ودعتْ وطنها 00 الأم 00
ودعتْ أرضها ، وسمائها ، وماءها 00
ودعتْ النجوم ، والطيور ، والزهور 00
ودعتْ الطفولة ، والبراءة ، والراحة ، والهدوء 00
ودعتْ كل شيء 00
والدها " وحده " لم تودعه 00
لأنه باعها بثمن بخسٍ كأي سلعة بائرة 00
والسلعة لا تودِّع بائعها 00
ودعتْ آمالها ، وأحلامها ..
لتلتحق بزوج يكبرها بعشرات السنين 00
مقابل حفنة من المال قبضها والدها الطماع 00
رحلتْ في معيِّة عجوز مجهول الهوية والدِّين ، والطباع..
ودعتْ ودموعها تذرف ، وقلبها يتفطر 00
سافرتْ برفقة " وليٍّ " غريب الأطوار 00
تنقلت معه من مكان إلى مكان ، ومن بلد إلى بلد ..
حتى استقر بها المقام في بيت "صوفي"
خارج حدود الوطن ..
تجرعتْ فيه ألوانا شتى من التعذيب النفسي والجسدي 00
فضلا عن آلام الغربة والوحدة 00
***
وتمضي بها الأيام والسنين بخيرها وشرها
وتكبر بنت الأربعة عشر ربيعا ، وتنجبُ
البنين والبنات ..
وتتبدل الأحوال ؛ فتصبح هي السيدة المطاعة
والآمرة الناهية في البيت الذي ذاقت فيه الذل والهوان
وذلك بفضل الله ثم بفضل صبرها ، وتمسكها بمبادئها
وتربية أبنائها على مذهبها السني 00
***
لكن شبح الوداع ما زال يلاحقها 00
فهاهم أبناؤها يكبرون عاما بعد عام 00
وهي لا تملك إلا أن تودعهم الواحد تلو الآخر
تودعهم إلى عالمهم الجديد ..
عالم الحياة الزوجية ، والحياة العملية 00
عالم الغربة الذي ذاقت فيه الأمرَّين 00
***
وفي ختام سلسلة طويلة من الوداع المؤلم
بدأتها منذ نعومة أظفارها 00
ها هي تودع زوجها الطاعن في السن إلى
مثواه الأخير 00
تودع من ودعتْ أهلها ، وأرضها من أجله ..
فحزنتْ عليه حزنا شديدا ، وبكته بكاءً مراًّ
على الرغم من كل معاناتها منه ومن أسرته 00
***
وها هي الآن قد أصبحتْ وحيدة في بلاد الغربة
في بيت لم يعد " صوفي " ؛ فقد مات أصحابه
أو هجروه 00
لم يبق لديها من تتخاصم معه ، ولا حتى من تودعه
أو يودعها ..
وهكذا ظلت طوال حياتها تتجرع آلام الوداع
والغربة والأذى..
وهاهي تستقبل مرحلة جديدة من حياتها مليئة بالآلام
والأحزان ، والوحدة ، والشوق للأبناء والأهل والوطن 00
فكم هو مؤلم الوداع ..
وكم هو قاسٍ 00
ولكن يبقى الأمل أن نلتقي ومن نودعهم تحت ظل
عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله 00
ودعتْ أمها ، وإخوتها 00
ودعتْ معلماتها ، وزميلاتها ..
ودعتْ قريتها 00 مسقط رأسها 00
ودعتْ وطنها 00 الأم 00
ودعتْ أرضها ، وسمائها ، وماءها 00
ودعتْ النجوم ، والطيور ، والزهور 00
ودعتْ الطفولة ، والبراءة ، والراحة ، والهدوء 00
ودعتْ كل شيء 00
والدها " وحده " لم تودعه 00
لأنه باعها بثمن بخسٍ كأي سلعة بائرة 00
والسلعة لا تودِّع بائعها 00
ودعتْ آمالها ، وأحلامها ..
لتلتحق بزوج يكبرها بعشرات السنين 00
مقابل حفنة من المال قبضها والدها الطماع 00
رحلتْ في معيِّة عجوز مجهول الهوية والدِّين ، والطباع..
ودعتْ ودموعها تذرف ، وقلبها يتفطر 00
سافرتْ برفقة " وليٍّ " غريب الأطوار 00
تنقلت معه من مكان إلى مكان ، ومن بلد إلى بلد ..
حتى استقر بها المقام في بيت "صوفي"
خارج حدود الوطن ..
تجرعتْ فيه ألوانا شتى من التعذيب النفسي والجسدي 00
فضلا عن آلام الغربة والوحدة 00
***
وتمضي بها الأيام والسنين بخيرها وشرها
وتكبر بنت الأربعة عشر ربيعا ، وتنجبُ
البنين والبنات ..
وتتبدل الأحوال ؛ فتصبح هي السيدة المطاعة
والآمرة الناهية في البيت الذي ذاقت فيه الذل والهوان
وذلك بفضل الله ثم بفضل صبرها ، وتمسكها بمبادئها
وتربية أبنائها على مذهبها السني 00
***
لكن شبح الوداع ما زال يلاحقها 00
فهاهم أبناؤها يكبرون عاما بعد عام 00
وهي لا تملك إلا أن تودعهم الواحد تلو الآخر
تودعهم إلى عالمهم الجديد ..
عالم الحياة الزوجية ، والحياة العملية 00
عالم الغربة الذي ذاقت فيه الأمرَّين 00
***
وفي ختام سلسلة طويلة من الوداع المؤلم
بدأتها منذ نعومة أظفارها 00
ها هي تودع زوجها الطاعن في السن إلى
مثواه الأخير 00
تودع من ودعتْ أهلها ، وأرضها من أجله ..
فحزنتْ عليه حزنا شديدا ، وبكته بكاءً مراًّ
على الرغم من كل معاناتها منه ومن أسرته 00
***
وها هي الآن قد أصبحتْ وحيدة في بلاد الغربة
في بيت لم يعد " صوفي " ؛ فقد مات أصحابه
أو هجروه 00
لم يبق لديها من تتخاصم معه ، ولا حتى من تودعه
أو يودعها ..
وهكذا ظلت طوال حياتها تتجرع آلام الوداع
والغربة والأذى..
وهاهي تستقبل مرحلة جديدة من حياتها مليئة بالآلام
والأحزان ، والوحدة ، والشوق للأبناء والأهل والوطن 00
فكم هو مؤلم الوداع ..
وكم هو قاسٍ 00
ولكن يبقى الأمل أن نلتقي ومن نودعهم تحت ظل
عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله 00