أسباب التخلف العقلي
هو حالة من توقف نمو أنسجة المخ أو عدم اكتمال نمو خلايا الدماغ منذ الولادة أو في السنوات الأولى من الطفولة بسبب ما ، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى ذكاء الطفل مقارنة مع معدل الذكاء العام الذي يتحدد وفق تفاعل عوامل وراثية وبيئية متعددة ، فالوراثة تضع بصماتها منذ اللحظة الأولى لتكون البويضة المخصبة " من اتحاد الخليتين الأنثوية والذكرية " والتي تحتوي على مئات الآلاف من المورثات التي تنقل الصفات من الآباء إلى الأبناء " آخر الدراسات بينت أن الصفات الوراثية تنقل حتى من الجد السادس عشر " ليتحدد لنا الاستعداد الوراثي للذكاء والذي تنميه وتصقله وتحفزه البيئة أو تحبطه وتتدنى به إلى أقل مستوياته .
أسباب وراثية :-
وهي الخاصة بالصفات الوراثية في حوينات الذكر وبويضة الأنثى قبل وأثناء لحظة التلقيح ، وهو ما يفضل معه إجراء الفحوصات الطبية قبل الزواج (ولما لا بدلاً من أن نكثر على خطيب ابنتنا ونثقل كاهله بالمصاريف والذهب، إن نطلب منه تحليلاً طبياً مسبقاً كذلك الحال بالنسبة للزوجة، ولعل ما أكدته الدراسات الحديثة وأوصت به الديانات السابقة هو الابتعاد عن زواج الأقارب قدر الإمكان "لو حدث أن تزوج عريسين في نفس الفترة أحدهما من ابنة خالته والآخر من زميلة له في العمل … العريس الأول وابنة خالته لو افترضنا أنهما قصيري القامة ، متوسطي الذكاء . فإن ابنهما سيكون أقصر منهما ، وذكائه أقل من المتوسط و بشكل كبير ، أما العريس الآخر وزميلته في العمل والذين هما أيضاً قصيري القامة ومتوسطي الذكاء فإن ابنهما سيكون أطول منهما ، وذكائه سيكون أكثر منهما وسيكون ذكاء فوق المتوسط " كذلك الحال عند إصابة الأزواج الأقارب بالأمراض العقلية (كالفصام ، الصرع، التخلف العقلي ، فإن احتمالية انتقاله لأبنائهما أكثر من الأبوين غير القريبين في الدم(
أسباب مكتسبة :-
وهي التي تصيب الخلايا بعد التلقيح " بعد أن تقررت الصفات الوراثية " ويمكن أن نصنفها إلى :-
* عوامل فترة الحمل .
* عوامل أثناء الولادة .
* عوامل بعد الولادة .
* عوامل في فترة الطفولة .
* عوامل خاصة بالأب .
عوامل فترة الحمل :
(أمراض الأم العامة " أمراض الغدة الدرقية ، الزهري، النزيف الرحمي، التسمم بالعقاقير، الأمراض السابقة، سوء التغذية وخاصة في النصف الثاني من الحمل الذي يؤثر على النخاع الشوكي، التهابات الكبد، الحصبة الألمانية، وخاصة في الثلاثة أشهر الأولى من الحمل، الحالة النفسية للأم أثناء تكوين الجنين، عمر الأم ( العمر الأنسب 20 - 38 سنة ولعل تزويج البنات في عمر 16 ، 17 هو من الخطأ الذي يقع فيه الكثير)، ومن العوامل الأخرى الرغبة في الحمل من عدمه، الرغبة في جنس المولود،ومن أحدث الدراسات في مجال كيمياء المخ أن المعاملة اليومية للأم تؤثر في الجنين فإذا كانت الأم قاسية القلب، متكبرة، كاذبة، تغتاب الناس، وتحقد وتحسد وتكره فإن إفرازاتها الداخلية ستفرز في داخلها السموم وبالتالي سينال الجنين من ذلك المصير، أما إذا كانت الأم طيبة، متسامحة، تحب الناس، متواضعة، صادقة، فإن في داخلها ستفرز إفرازات مهدئة تغذيها هي والجنين .
عوامل أثناء الولادة :
أمراض المشيمة ، الولادة بالملقاط ، الإصابة على الرأس، الحالة الانفعالية للأم أثناء الولادة .
عوامل بعد الولادة :
كبر حجم الجمجمة ، قلة الأكسجين ، التهابات الدماغ والسحايا ، اضطرابات الأم الانفعالية ، تعرض الطفل للحرارة المرتفعة ، وقوعه على رأسه ، وخاصة في 6 الأشهر الأولى من العمر.
عوامل في فترة الطفولة الأولى :
الحرمان الحسي العضوي " العمي، الصم، البكم، وخاصة الصم الذي لا يلاحظه الأباء بسهولة كما يلاحظون العمي، البكم، الحرمان الحسي البيئي ( الأسرة الجامدة التي يغلب عليها الصمت وعدم الحوار، التفكك العائلي، الاضطرابات النفسية والعقلية التي يتعرض لها الطفل، اضطرابات الكلام، الاضطرابات الكيماوية، نقص إفراز هرمون المكسيديما " من الغدة الدرقية ".
عوامل خاصة بالأب :
صحة الأب العامة فمثلاً لو كان الأب يعاني من الزهري أو السيلان فإن نتائج سلبية عديدة قد تحدث منها قد يسبب لزوجته العقم، أو إجهاض الجنين، ولنفسه أيضاً العقم، وحتى وإن ولد الجنين فقد يكون مشوهاً أو متخلفاً عقلياً " وهو من الأخطاء الذي يقع فيه كثير من الأزواج وخاصة منهم ذوي العلاقات الجنسية السابقة أو متعاطي المخدرات والكحول، رغم أن علاج هذه المشكلة لا يتطلب منه الكثير مجرد ثلاثة أسابيع كافية لعلاجه قبل الزواج، وقبل أن ينتقل إلى زوجته المسكينة البريئة والتي بدورها ستتحمل إهاناته وأخطائه بل سيتهمها بأنها لن تستطيع أن تحمل في حين هو السبب في كل هذا المصير " .
عمر الأب أيضاً مهم في هاته الناحية ولقد كان حتى وقت قريب المبالغة في التركيز على عمر الأم دون الانتباه إلى عمر الأب ، إلا أن أتت الدراسات الحديثة بحقيقة لا تضر كل الرجال بأن عمر الرجل لا يقل أهمية عن عمر المرأة والأنسب للإنجاب هو من 25 - 55 سنة كذلك الحال صحة الأب الجسمية والعقلية والنفسية من العوامل المؤثرة في صحة الأطفال الجسمية والعقلية .